الأسرة ذات التفاعل الرافض للطفل أو المبالغ في حمايته:
جمعنا بين هذين النوعين من التفاعل أو التواصل لأن آثارهما على الطفل متشابهة. فالطفل الذي يتلقى الحماية الزائدة يعتقد أنه سيتلقى نفس المعاملة في أي مكان، وهذا طبعا اعتقاد خاطئ؛ ما يصيبه بالإحباط والجبن والانطواء في المدرسة أو في تفاعله مع الأقران وقد يميل إلى كره من لا يحسنون معاملته من وجهة نظره.
وتظهر نفس السمات عند الطفل المرفوض، حيث ينتابه القلق من رفض الآخرين له أيضا؛ ما يدفعه للانسحاب والانطواء أو للعدوان والغضب الشديد والاندفاعية كرد فعل على الرفض الوالدي والرفض المتوقع من الآخرين.
الأسرة ذات الاضطرابات الأخرى في التفاعل:
تتسم هذه الأسر عامة بعدم المرونة والفاعلية في مواجهة مشكلات الحياة، كما لا يوجد تحديد واضح للسلطة فيها، وينعدم الانسجام بين أفرادها، بل كثيرا ما تنشأ تكتلات بينهم، فنرى أن أحد الوالدين مثلا يلجأ لبعض الأبناء طلبا للدعم والمناصرة تجاه الطرف الآخر؛ ما يجعل الآباء خاضعين لرغبات أطفالهم، ومن ثم تصبح الأدوار في الأسرة غير واضحة والعلاقات قائمة على الشحناء والتهديد.
إن أطفال هذه الأسر يتسمون باضطرابات في التواصل، حيث يفقدون الثقة فيمن حولهم ويكررون نماذج التفاعل الأسري المضطرب خارج الأسرة؛ ما يؤدي بهم إلى العزلة وسوء التواصل مع المجتمع وبالتالي التعرض للنبذ والتهميش؛ ما قد يؤدي للانحراف.
بناء التواصل لدى الطفل
إن من واجبنا أن نقيم أنفسنا بموضوعية حتى نعرف من أي الأسر السابقة نحن. وهل ننشئ أبناءنا بأسلوب يسمح لهم بالانفتاح على الآخر والتواصل معه أم بالتقوقع والعدائية له.
وعموما، ومهما كان تصنيفنا لأنفسنا فإننا نحتاج أن نعرف بعض المهارات التي تساعدنا في بناء مهارة التواصل عند الطفل، مثل:
· الإصغاء الكامل له وعدم محاولة التظاهر بذلك.
· الابتسامة والنظرة الحنونة عند الحديث معه.
· الانحناء أو النزول إلى مستوى الرؤية لديه.
· إعادة مضمون كلامه حتى نضمن أننا فهمنا ما يريده منا.
· الحديث معه عن تجاربنا اليومية.
· عدم التهكم والاستهزاء بكلامه مهما بدا لنا تافها.
· التقدير والاحترام.
· السماح للطفل باتخاذ بعض القرارات التي تهم الأسرة حسب ما يناسب سنه.
· تعليم الطفل مهارة الاستماع من خلال الاستماع له والقيام بأنشطة مخصصة لذلك.
· فتح باب المناقشة الحرة في جلسات أسرية يتعلم الطفل من خلالها احترام الرأي الآخر.
· تنشئة الطفل على أن اختلافه معك في الرأي لا يغضبك، وشجعه على ذلك ما دام محقا ويعبر عن رأيه بأسلوب مهذب.
· اقرأ القصص لطفلك واسأله دوما عما استفاد منها ورأيه في أحداثها، وشجعه على الاسترسال في الكلام عند التوقف.
· اطلب من طفلك أن يحكي لك حكاية.
· العب مع الطفل ألعاب الخيال وألعاب الدور كما يحدث في المسرح مثلا.
· شجع الطفل أن يعبر عما في داخله بشكل مباشر أو عن طريق الرسم والأعمال الفنية.
· نمِّ اللغة عند طفلك حتى يسهل عليه التواصل بثقة عالية في النفس.
· نمِّ عند الطفل مهارات التواصل غير اللفظي من خلال قيامك بذلك أولا ثم من خلال التلقين المباشر
[/size][size=16].