لأفكار وعلاقتها بصحة الجسم

صحة الجسم والأفكار

تنادي بعض الجماعات بضرورة الاهتمام والعناية بالجسد بالدرجة الأولى ، وما عدا ذلك يأتي من تلقاء نفسه بصورة طبيعية .

جماعات أخرى تعارض هذا المبدأ وتقول أن كل شيء من الروح .. الصحة والمرض ، سعادة والشقاء ، الضيق والفرح ، وانه مادام الأمر كذلك فيكفي أن نلجأ إلى الروح فنحصل حتماً على الصحة والشفاء ..

قد يكون رأي الجماعات الأخيرة أقرب إلى الصواب .. لأن طاقات الإنسان الروحانية وقدراته الذاتية تؤثر على تناغم الوسط الداخلي الذي يعكس ذلك على شكل علل وأمراض أو صحة وسعادة ..

ولكن ما الفائدة من أن نشفى من أمراضنا بقوة الروح والطاقة الروحانية ثم نعود من جديد إلى العيش بطريقة خاطئة .. ونمارس ما كنا نمارسه .. ونعمل ما اعتدنا على عمله في السابق ..

ما الفائدة في أن نحصل على العلاج دون أن نغير وجهة نظرنا تجاه المرض أو العوامل التي أدت إليه ..

لا جدوى إذن في سماع كلمة الشفاء والعودة إلى ممارسة ذات طريقة العيش التي قادتنا إلى العلل والمرض . فإذا شفي الجسم من أمراضه .. واتبع الإنسان نظام التغذية الطبيعي وأساليب المعيشة الصحية فان هذا كله ليس كافياً لحفظ الجسم في صحة جيدة .. بل يجب أن يواصل الإنسان جهوده لكي يخلق في نفسه حالة روحية جديدة .

إن الأفكار السيئة والسلبية التي تعشعش في ذهن الإنسان وفكره .. ونظرته المتشائمة للأحداث والمواقف التي يمر فيها .. وتوقعه للأسوأ دوماً .. كل هذا يضره الغذاء الفاسد سواء بسواء .

فتركيب الدم الذي يجري في عروقنا لا يتوقف فقط على نوعية الغذاء الذي نتناوله فقط بل يتوقف كذلك على نوعية الأفكار التي تشغل أذهاننا وتؤرق نفوسنا .

فالجسم والروح يتصلان أحدهما بالآخر بأوثق الرباط .. ففكرة ناقدة واحدة أو إحساس بعدم التقدير .. أو توجيه إساءة أو كلمة لاذعة قد يكفي لتسمم أعصابنا ودمنا وتتلف نفوسنا بشتى الأحماض الناتجة من الانقباضات العصبية ..

وهذا بدوره يولد في أجسامنا بؤراً للأمراض التي تؤثر علينا من قريب أو بعيد ..
وهذا هو السبب الذي من أجله يجب أن نسيطر سيطرة كاملة تامة على أقوالنا وأفعالنا وأن نتحكم فيها كما نتحكم أيضاً في انفعالاتنا تجاه أقوال الغير وأفعالهم حتى لا تترك في أنفسنا إلا ما هو طيب وحسن وجميل .. أي ما هو مطابق لناموس الكون ..

وإلا فمهما عنينا بغذائنا ومهما حرصنا على نقاء مأكلنا فان ما نتوصل إليه من النتائج لن يعمر طويلاً

ولكم مني أجمل تحية .. وسلام
__________________